عفاف منيحي: التعليم التطبيقي الواقعي هو سبيل إصلاح التعليم العالي - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


3/05/2023

عفاف منيحي: التعليم التطبيقي الواقعي هو سبيل إصلاح التعليم العالي

مشاهدة
عفاف منيحي

عفاف منيحي *

(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)

نحن الشباب وقصص خيبات أملنا مع التعليم العالي لا حصر لها ولا نهاية مهما طال الأمد، لكم نصدم ما إن نظن أن شهادتنا الجامعية ستكون أول باب يفتح علينا نعيم الوظائف والرواتب والاستقرار المادي الهانئ، لكن هيهات، تكون أول صفعة تأتيك على شكل سؤال: "هل لديك الخبرة؟"، خبرة ماذا وأنت خريج جديد، أليست الخبرة تأتي بالعمل، لكن لن تقبل في هذا العمل إلا بالخبرة، وبينهما تظل المفارقة معلقة، وعليها تتصاعد أعداد الخريجين بالملايين، وتصبح البطالة مقبرة أحلام الخريجين الذي كان التعليم العالي المتدني سبب كل هذا.

إذاً من خلال كل هذا، يجب أن يعاد النظر في طريقة التعليم السائدة بالجامعات بالخصوص، بدل المناهج التي تركز بالأساس على الشق النظري، الذي عادة لا يجد الطالب منه شيئاً أثناء بحثه المضني عن عمل أو وظيفة، بدل ذلك يجب من أول فصل وأول يوم أن يدرس المنهج التطبيقي، أن يحتك الطالب بالواقع العملي، أن يعرف قواعد اللعبة جيداً.

وهنا ألن يكون التعليم التطبيقي الواقعي بمثابة نوع من الخبرة التعليمية؟

سيتعرف الطالب أكثر على ما تعنيه الحياة، على ما يمكن أن يعانيه من صعوبات جمة، وما يمكن أن ينطوي عليه التخصص الذي درسه.

فعدد من الطلاب لا يتعرف على نفسه حتى، يظن أن ما اختاره هو الصحيح الذي يناسب شخصيته، لكن ما إن يذهب للوظيفة، ويرى الواقع الحقيقي، يصدم بالواقع.

هذا إن وجد أصلاً وظيفة في تخصصه، فعدد من الخريجين، إن لم نقل المعظم، ليهرب من براثين البطالة التي تنهشه يوماً بعد يوم، يذهب للعمل في أي وظيفة كانت، وإن كان بعيدة تماماً عما درس وتخصص وحلم.

وللأسف حينها يتعرف على الواقع المرير، الذي لا يرحم، والذي لم يكن التعليم العالي سباقاً لمراجعته وتجهيزه كمحارب يجابه الصعوبات.

وبين الهنا والهناك، يظل الطالب الخريج عالقاً في مفارقة: كيف يمكنه الحصول على وظيفة بدون خبرة، وكيف يمكنه تحصيل خبرة دون وظيفة؟

* ماجستير قانون، كاتبة ومدونة، المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق